الافتتاحيه
للقاهرة مكانة حضارية كبرى فهي تعد من أعظم مدن العالم ثراءً لما تحتويه من تراث يتمثل في أكبر وأغنى مجموعة من الآثار المصرية القديمة في كافـة الفنون وما تلاهـا من فنون الحضارات الاغريقيـة والرومانية والمســيحيــة في عمارةالكنائس وفن الأيقونة والنسيج القبطي المتميز وصولاً إلى الحضارة الإسلامية وما تركته هذه الحضارة من طرز متنوعة متمثلة في المساجد والخانقاوات والوكالات والقباب والمآذن الرشيقة والأسبلة والكتـاتيب والبوابات كنوز ننهل منها لأعوام وأعوام
هي أولى العواصم الإسلامية هي الفسطاط التي أختار لها عمرو بن العاص هذا الاسم وأختار لها موقعاُ فريدا ٍٍٍٍله أهميـة من الناحية الحربية والعمرانية ثم انتقلت بعد ذلك الخلافة إلى بني العباس اللذين أسسوا دولتهـم الناشئـة شمال شرق الفسطاط حتـى امتداد جبل يشـكر الذي بنى عليه أحمد بن طولون مسجـده وأقامـوا دورهـم ومساكنهم سكناً لجندهم ولذا سميت بالعسكر ثم اتصلت الدولتان وأصبحت مدينة كبيره ـ
وأنشئت مدينة القطائع إلى أن جاء جوهر الصقلي مؤسس مدينة القاهرة عام 699م ( 358ه ) وبنى حـولها سوراً من اللبن على شكل مربع ثم قام ببناء الجامع الأزهـر بجانب قصره وسرعـان ما اتسعت المدينة وأصبـحت من أهم مراكز الإشعاع الثقافي ثم أنشئ دار الحكمـة وداراً للكتب ومازالـت بمكانها، وجـديـر بالذكـر أن الجـامـع الأزهر الذي حظي بمكانة رفيعة يعد أول عمل فني معماري أقامه الفاطميون ولا يزال منارة العلـم والعلمــاء إلى الآن .توالت عصور الخلفاء الراشدين (عمر بن العاص) ثم العباسيين الفاطميون الأيوبيين وصولاً إلى المماليك البحرية ثم البرجيه وترك لنا كل عصر من هذه العصور ذخائر وكنوز مازالت إلى الآن تبهر كل من يراها ويظل يتأمل الإبداع والقيم الجمالية المتميزة والمميزة لكل عصر مثل الزخارف بانواعها: هندسية /كتابية/مقرنصات / أعمدة/ منابر رخامية وخشبية/ حوائط قاشاني ذات البلاط الأزرق ـ
لم تزل القاهرة ذات الآلف مئذنة محط أنظار كل من يريد تأمل أرقى فنون الحضارة الإسلامية وروعتها فنجد هذه الآثار بأكثر من منطقة مثل حي الجمالية وأشهر ما يميزه خان الخليلي .وهناك منطقة القلـعة وما بها من أجمـل فنون العمارة الإسلامية متمثلة في مدرسة السلطان حسن ومسجد الرفاعي ومسجد محمـد على باشا " بقلـعــة الجبل " ومن أجمل مناطق القاهرة التاريخية منطقة الدرب الأحمر التي تحتوي على أكثر من100أثر إسلامي والقاهرة التاريخية مسجلة ضمن لائحة التراث العالمي يمثل كل أثر صورة حقيقية للحضارة الإسلامية بعصورها المختلفة والتي للأسف تـم فقـدان الحس بهـا في ظل المشكـلات الاقتصادية والإهمال الاجتمـاعي وفقــد الخدمات والمرافق الذي أدى إلى الانشغال وضياع الحس المكاني والزماني لروعة التاريخ.
كذلك فقد من يسكنون هذا الحي الإحساس بأهمية المكان وبالتالي إنعكس هذا على أطفالهم فلم يعد طفل اليـوم يشعر بقيمة المكان الذي ولد فيه وكيف يحافظ عليه وكيف يوطد انتمائه إليه وأصبح عظيم همهم أن يسخر الطفل كمصدر للرزق لمساعدة الأسرة دون الاهتمام بتثقيفه وأتساع أفقه ودون الإحساس بمرحلة طفولته التي يعيشها وكيف يحياها .
وlتسعى جمعية أصدقاء القاهرة التاريخية من خلال عدة أهداف إستراتيجية وضعتها لتحقق مزيد من التوعيـة وللارتقاء بالبيئة العمرانية مع الحفاظ على المباني الأثرية بشكل مباشر وغير مباشر ولرفـع الوعـي وتأصـيــل الانتماء بتضامن العمل الأهلي والجهود الرسمية حتى تعود المدينة القديمة لرونقها .
ومن هنا
1- تم إشهار الجمعية تحت رقم 5052 / 2002 بتاريخ 5 /5 / 2002
2- الغرض من الجمعية : خدمات ثقافية وعلمية ودينية