تغلب القيم المادية للمجتمع حيث تعتمد الأسرة في معظم الأحوال على الطفل كعائل أو مورد رزق للأسرة، حيث أن دورة الحياة المعيشية الضاغطة بالمنطقة توجه الطفل إلى البحث عن الرزق بدل من التذوق الجمالي والأثري
اللذان لا يدخلان ضمن اهتمامات الأسرة في الحياة اليومية إلى جانب ضعف دور المؤسسة التعليمية في التعريف بالتراث القائم بالوسط المحلي للطفل
ضعف ممارسة الأنشطة الثقافية أو الفنيةللأطفال والكبار بالمنطقة وعلاقتهم بالمباني الأثرية استتبع ذلك أن تعودوا على كافة أنواع التلوث البيئي والبصري والسمعي وبشكل عام أصبح الطفل يشعر بأن الأثر هو مكان خرب كئيب وأنه مكان يهتم به السائحين القلائل الذين يزورون المنطقة فقط .
* لا زالت المنطقة تحمل تلك المتوارثات من المفاهيم الشعبية القديمة والتي تعطيها سمة التفرد والتميز،والتراث العربي غني بالفنون الشعبية في الأدب والفن والموسيقى، تلك الفنون التي تكشف قدرات ومهارات الفنان الشعبي كان الفن الشعبي قديما هو التيار الصحي الذي تحتفظ به الناس ومن خلاله بضميرها الفني، وحسها الجمالي خاصة عندما تضعف الدولة وتنحسر عنها قدراتها الإبداعية في فنون الحاكمين 0وبسب صدق أصالة الموروثات الشعبية فان المثقفين كانوا ولازالوا يسعون إلي استلهامه ،حيث الثقة في أن أصوله مضمونة الجذور نابعة من الأرض والتقاليد والتراث ،ومن حاجة الإنسان للحياة والأمن والحب
وكما نعلم أن تراثنا هو ما ورثه الأبناء من الآباء والأجداد من متروكات فنيه من تجاربهم الفنية بمعني (هو حصيلة التجارب الناضجة للجنس البشري والتي أبدعها علي مر العصور ، فالتراث هو همزة الوصل بين الماضي والحاضر ،وتتضح أهمية دراسة التراث والموروث حيث أنها
تربط الأجيال المعاصرة بماضي الأجداد وتراثهم العريق
تحقيق التواصل الإنساني والاجتماعي في مجال التراث والموروثj
ترقية مظاهر الأشياء الجمالية في المجال
تنقية ما بالتراث الشعبي من رموز غير أصيلة
بحث سبل إثراء التذوق للفنون الشعبية من خلال تذوق ما بها من جماليات
تطوير أنظمة الثقافات المرتبطة بالفنون القديمة
تحقيق الانتماء لتراثنا الوطني النابع من أصالة الشعب
انه لا أصالة لشعب من الشعوب لا تراث له
تنظيم الرحلات التثقيفية والعلمية لمواطن التراث
وضع برامج دراسية لإثراء حركة الاعتزاز بموروثات البيئة وتقديمها وكيفية تذوقها
ومن هنا نجد أن الأهمية القصوى عند النهوض بالمجتمعات أن نبدأ من الصغير يكبر تكبر معه المغروسان من القيم ، وحيث أن للطفل حقوق عالمية وفق وثيقة عام 1989م تعطى الطفل الحق في الحياة – الهواء - الماء – الطعام – العاطفة – الأمان المعنوي – الملبس – حقه في الصحة والوقاية والعلاج – حقوق تتعلق بإثراء الحياة
التعليم – والأخلاق والجمال - وتعلم القيم الاجتماعية والشعور بالكرامة واحترام ذاته وضمان غده، حق التمتع بمراحل نموه، لذلك تكفل الدولة إشباع حاجات الطفل الثقافية في شتى مجالاتها من أدب وفنون ومعرفة وربطها في إطار التراث الإنساني وتاريخه وهذه هي المشكلة ، ولهذا جاء دور الجمعيات الأهلية في لعب الدور الحقيقي والمنوطة به لخدمة المجتمع
نتائج وأعراض المشكلة:
كان من نتاج هذه المشكلة اهتمام الطفل بالقيم المادية على حساب القيم الجمالية، وكذلك افتقاد الطفل للمعرفة بوجود الأثر كقيمة جمالية محسوسة مما اضعف الروابط بين الطفل والمبنى الأثري وبالتالي الإحساس بجمال المفردات التراثية المحيطة به.
كما أن الإهمال المستمر للمناطق الأثرية ونتيجة لضعف الإمكانيات المادية أدى إلى ترسخ صورة أن المبنى الأثري هو مكان مهجور خرب بل ومقلب للنفايات) التي أدت بالطفل للمساهمة في عدم نظافته وتدميره بشكل تلقائي وطبيعي مما كرس ضعف الشعور بالانتماء لدى الطفل لكل ما هو تاريخ أو تراث (المبنى الأثري لا يهمناولا نستفيد به).
وكان من نتيجة افتقاد الأطفال والشباب الإحساس بكل ما هو جميل وقيم في المحيط الخاص بهم ومحاولة الهروب المستمر من الظروف المعيشية الطاحنة، أن ترسخت ظاهرة غياب الوعي ليس عن المباني المحيطةولكن عن كل ما يتعلق بقيمة المجتمع والحياة ، امتد ذلك إلي فقدان الطفل للهويه الحضارية والتاريخية وكلنا نعلم أن من لا ماضي له لا حاضراً له،لذا نجد أن العالم قد خصص يوما للاحتفال (يوم التراث العالمي )
المنتفعون من المشروع
الفئة المنتفعة بشكل مباشر هي أطفال الدرب الأحمر وبوجه خاص تلاميذ المرحلة الابتدائية من البنين والبنات حيث يصل عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى 12000 طفل، حيث يوجد بالنطاق الجغرافي لحي الدرب الأحمر حوالي 12 مدرسة ابتدائية، وتمثل هذه الفئة عينة يمكن التأثير فيها وتشكيل القيم السلوكية لها بشكل يجعلها مؤثرة في الأسرة وبالتالي في التأثير على المجتمع المحيط إلى جانب أن أطفال اليوم هم مجتمع الغد.
الفئة المنتفعة بشكل غير مباشر هم أغلب الأطفال والمراهقين ، والأسر والمدارس والجمعيات الأهلية بالدرب الأحمر.
أثر المشروع على رفع القدرة المؤسسية للجمعية
يمثل المشروع بداية لتكوين فريق عمل متنوع الخبرات يمثل نواة لاستكمال مراحل هذا المشروع ، إلى جانب الاستعانة بهذا الفريق في تنفيذ برامج الجمعية المكملة لهذا النشاط وتكوين وتدريب كوادر جديدة، سيمكن هذا المشروع الجمعية من إبراز أنشطتها المختلفة ويمهد الطريق للتعريف بدورها الخدمي لمجتمع الدرب الأحمر مما يساعد على إنجاح المشروعات الأخرى والتي تستهدف مختلف فئات مجتمع المدينة القديمة بأكملها. ، وقد تم انتهاء برنامج رفع الوعي الأثري والتذوق الفني للأطفالوقد قامت بتمويله مؤسسـة الأغاخان الثقافية – مصر
مشروع تنـمية الدرب الأحـمر) بالتعـاون مع الجمعية وقد عرض الاعمال الفنية للأطفال في أرض الأوبراالمصرية ( مركز الهناجر ) و( قاعة المترو ) وهذا المشروع قد خلق نواه جديدة لكوادر أصبحت قادرة علي أن تساهم في مسيرة العمل الاجتماعي ( خدمه المجتمع وخاصة مجتمع المدينة القديمة – الدرب الأحمر ) . هذا إلي جانب تقديم مقترح مشروع " رعاية وتأهيل أطفال بلا مأوي" لعدد من الجهات المانحة إلي جانب مقترح مشروع تقدمت به الجمعية لتشجير شارع التبانة بالدرب الأحمر.ونفذت الجمعية المرحلة الثانية والثالثة من برنامج رفع الوعي الأثري والتذوق الفني للأطفال من الجهود الذاتية، بجانب برنامج تدريب المرآة المعيلة علي أعمال الخياطة والتطريز ، وتم الإسهام في برنامج تأهيل المباني السكنية الملاصقة لسور القاهرة القديمة ، كذلك قدم إلى بعض الجهات عدة مشروعات وبرامج منها برنامج تدريب وتمكين للمرآة المعيلة والفتيات 0 وقد
تم توقيع منحه لمشروع جديد لرعاية الطفل بالدرب الأحمر وبناء شخصيته بالتعاون مع شركة تنمية الدرب الأحمر وقد بدء التنفيذ العملي للبرنامج ويستمر لمدة عام0